إدعم الموقع

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

{╠♥ مجموعة الحلوة ♥╣},مشاركة 25395- شيــعة إيـران في خطر الإنقراض


هذا ما نشرته قبل أيام مجلة "شما" الناطقة باسم حزب "المؤتلفة" الإسلامي الإيراني الذي يترأسه "عسكر أولادي" أحد كبار الأثرياء في إيران ومن الرموز السياسية المدافعة عن اقتصاد "البازار التقليدي" ومن المقربين جدًّا للمرشد الإيراني علي خامنئي. فقد شنَّت المجلة المذكورة في التقرير الذي نشرته في عددها المرقم (731) هجومًا لاذعًا ضد الأصوات التي تدعوا إلى الحد من الإنجاب واعتبرتها مؤامرة صهيونية تستهدف إيران ومذهب التشيع على حد تعبيرها.
وأكدت "شما" محذرة أن "نمو السكان الشيعة في إيران قد انخفض من 8 / 1% إلى 6/ 1%فيما ارتفع نمو غير الشيعة إلى 7%, وهذا يعني أن الجمهورية "الإسلامية" الإيرانية سوف تشهد خلال الثلاثين أو العشرين سنة القادمة انقراضًا كاملاً للشيعة".

مجلة "شما" التي تعد واحدة من أهم الأصوات الناطقة باسم التيار المتشدد في إيران لم تذكر العوامل والأسباب التي أدت إلى حصول هذا التغيير في اختلاف النسبة السكانية بين الشيعة وغير الشيعة، كما أنها لم تكشف عن الأدوات التي اعتمدتها في الوصول إلى هذا الاستنتاج الذي خرجت به إلى العلن والذي يخالف ما كان سائدًا من أن نسبة أعداد الشيعة في إيران أكثر من غيرهم مسلمون كانوا أو غير مسلمين.

فلو أخذنا تحذيرات سابقة لرجال دين وشخصيات شيعية إيرانية تحذر باستمرار من خطر تنامي نسبة الإيرانيين غير الشيعة، وهم أهل السنة تحديدًا، ومن بينها على سبيل المثال لا للحصر تصريحات كل من رجل الدين الإيراني المتطرف "مهدي دانشمند" ورجل الدين الإيراني المعروف بمجادلته الدائمة لأهل السنة الدكتور "سيد محمد قزوين"، والذين يؤكدون دائمًا في تحذيراتهم على ما يسمونه بخطر تزايد نسبة أهل السنة في إيران، ويعللون هذا التزايد إلى كثرة الإنجاب الحاصل بين أهل السنة، فلو أخذنا هذه التحذيرات وقارناها بالتحذير الذي نشرته مجلة "شما" نجد أن هناك هاجسًا حقيقيًّا ينتاب هؤلاء المحذرين من خطر انقراض الشيعة في إيران خلال العقدين أو الثلاثة عقود القادمة.

فإذا تجاوزنا عامل كثرة الإنجاب كأحد أسباب تزايد نسبة غير الشيعة - والمعني بهم أهل السنة - في المجتمع الإيراني، فإن العامل الآخر الذي تسبب في نقصان الشيعة هو تغيير الشيعة لدينهم أو مذهبهم، وهذا ما هو واضح للعيان، وهو ما لم تذكره المجلة، ويرفض سائر المحذرين من انقراض الشيعة ذكره. فالمتتبع للشأن الإيراني يرى بوضوح الأعداد الكبيرة من الإيرانيين الشيعة الذين أخذوا في السنوات الأخيرة بتغيير دينهم، فمنهم من تحول إلى الديانة البهائية ومنهم من اعتنق "المسيحية" ومنهم من عاد إلى الديانة الإيرانية القديمة "المجوسية"، وهذا ما تدل عليه الاحصائيات التي تقدمها المؤسسات التابعة لهذه الديانات والتي تؤكد على تزايد أعداد أتباعها في إيران، أما تزايد أعداد أهل السنة والذي يعد المعضل الرئيس الذي يثير مخاوف المرجعيات الشيعية فليس بسبب كثرة الإنجاب كما يزعم المتخوفون، بل إن حقيقة مخاوفهم تكمن في ترك ملايين من الشيعة - ومنهم عرب الأحواز تحديدًا - للعقيدة الشيعية والعودة إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وهو مذهب الأكثرية في إيران قبل قيام الدولة الصفوية سنة (905هـ) التي ارتكبت العديد من المجازر بحق أهل السنة لفرض المذهب الشيعي المحرَّف في بلاد فارس.

إن ما كشفته وحذرت منه مجلة "شما" يطرح سيلاً من التساؤلات التي تدخل نظام الملالي في إحراجات كثيرة ليس أولها مسألة حكم الأغلبية على الأكثرية، فإذا كانت نسبة الشيعة في إيران أقل من نسبة غيرهم، فما هو المبرر إذن ليكون المذهب الشيعي المذهب الرسمي للدولة؟ وما هو مبرر حكم الولي الفقيه الشيعي على غير الشيعة؟ ولماذا لا يصار إلى طرح الاستفتاء على الدستور والنظام في إيران؟

من الطبيعي أن هذه التساؤلات سوف تسحب البساط من تحت أقدام النظام الإيراني الذي يتدخل في شؤون دول؛ البحرين، العراق، لبنان، وأذربيجان وغيرها بحجة أن الشيعة يمثلون الأكثرية في هذه الدول وعلى أنظمة هذه الدول أن تسلم الحكم للأكثرية حسب زعمه.
إن السؤال الذي يتبادر لأذهان قراء هذا التحذير وغيره من التحذيرات الإيرانية الأخرى بشأن تناقص أعداد الشيعة واحتمالية انقراضهم في إيران يتعلق بالأسباب التي أدت إلى هذا التغيير في النسبة، وجعل الأغلبية تتحول إلى أقلية مهددة بالانقراض خلال فترة زمنية ليست بطويلة؟

إن السؤال الذي قفزت عليه مجلة "شما" ويرفض باقي المحذرون الإجابة عليه يكمن في نقطة رئيسة واحدة تتعلق بأسباب ترك الشيعة لعقيدتهم وجعلهم مهددون بخطر الانقراض؛ أهو فساد العقيدة أم فساد النظام الذي يستمد وجوده من صلب هذه العقيدة ويضع نفسه الممثل الشرعي والوحيد لها والحامي والمدافع عن اتباعها ليس في إيران وحسب بل وفي العالم أجمع أم أن الفساد في كليهما معًا؟

لا شك أن مجلة "شما" والقزويني ودانشمند وكل مراجع حوزة "قم" الدينية وقادة النظام الإيراني وكل من يعيش هاجس انقراض الشيعة في إيران - يدركون أن ما بني على باطل فهو باطل، وما كان لغير الله يذهب ويضمحل.


بقلم : صباح الموسوي

كاتب وباحث أحوازي


--
يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه لحديث عَبْد اللّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ: إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ . رواه مسلم
و بْن عَبَّاسٍ قال: ( ما رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) رواه البخاري
وفي حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ( صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله )

0 التعليقات:

إرسال تعليق