أ- لا يكمل إيمان عبد عند الشيعة حتى يقر ويؤمن بعقيدة الإمامة، وإنك لتعجب من هذا الأصل العظيم عند الشيعة، الذي أفرد لأجله الرسائل والكتب الشيعية، ثم لا تجد لكلمة الإمامة ذكراً في القرآن، ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وكيف يخطر بال امرء أن يغفل رسول الله صلى الله وسلم عن ذكر هذه المسألة المهمة من مسائل الدين!، {وما كان ربك نسيا} .
نعم . للإمامة ذكرٌ في نصوص القرآن التي يدعي الشيعة الإمامية أنها مما تصرفت فيها أيدي السنة، وكذلك في رواياتهم بإسانيدهم ، وفي غير هذين الموضعين لا تجد ذكراً لها ! .
وأول من أشاع فكرة الإمامة عند الشيعة هو عبد الله ابن سبأ اليهودي الأصل، وبهذا نطقت كتب الشيعة كما في رجال الكشي (108-109) : (كان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي ، وأظهر البراءة من أعدائه ، وكاشف مخالفيه وكفرهم ) . ويقول ابن بابويه القمي في عقائد الصدوق (ص106) : (يعتقدون –أي الشيعة – بأن لكل نبي وصياً أوصى إليه بأمر الله تعالى ).
قلت : فكرة الوصاية، عقيدة يهودية، فإن اليهود يرون أن لكل نبي وصياً ، وأن يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام، ومن هنا دخلت فكرة الوصاية على معقتد الشيعة، ولذلك يذكر المجلسي في أخباره (أن علياً هو آخر الأوصياء) (بحار الأنوار : 39/342).
ب- والإمامة عند الشيعة تختلف عن الإمامة في الدين عند أهل السنة والجماعة، فالإمام عند الشيعة له من الخصائص كما للنبي !، يقرر ذلك محمد حسين آل كاشف الغطا –شيخ معاصر- ي كتابه أصل الشيعة وأصولها (ص85) يقول: (أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، ويؤيد بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه.. فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه وأن ينصبه إماماً للناس من بعده ) .
قلت : كلام الغطا وقبله المجلسي ، من جنس كلام غلاة الصوفية، الذين يزعمون أن الولي له من المنزلة التي تفوق الرسل فيقول شاعرهم :
مقام الولاية في برزخ فويق الرسول ودون النبي
فغلاة الصوفية جعلوا مرتبة الولاية في مرتبة وسطى ما بين النبوة والرسالة، ومن جهلهم أن جعلوا مقام النبوة أعلى من مقام الرسالة !، والشيعة الإمامية تعدت ذلك وجعلت منصب الإمام أعلى من منصب النبي والرسول، يقول نعمة الله الجزائري في زهر الربيع (ص 12) : (الإمامة العامة التي هي فوق درجة النبوة والرسالة ) ؛ بل إن أحد آياتهم في هذا العصر وهو هادي الطهراني أخذ منحنى عجيباً في هذا الباب إذ يقول : (الإمامة أجل من النبوة، فإنها مرتبة ثالثة شرف الله تعالى بها إبراهيم بعد النبوة والخلة ...) (ودايع النبوة : ص 114) .
ولما قال بعض غلاة الصوفية إنه آخر الأولياء، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الآنبياء، قالت الشيعة الإمامية بأن علياً رضي الله عنه هو آخر الأوصياء ! . فالأمر لا يعدوا كونه متابعة لليهود أوغلاة الصوفية .
ت- والإمامة عند الشيعة أحد مباني الإسلام الخمسة، أعني أركان الإسلام الخمسة ، فهم يعتقدون كما جاء في أصول الكافي عن أبي جعفر أنه قال : (بني الإسلام على خمس ، على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه –يعني الولاية-) (أصول الكافي : 2/18) وفي الشافي شرح الكافي تصحيح لهذا الحديث (5/28) .
قلت : تواترت الأحاديث على ذكر الشهادتين وأنها أحد مباني الإسلام الخمسة، وأسقطتها الشيعة الإمامية، وأحلت بدلاً منها الإيمان بالولاية . أقول: هذا الحديث من شنائع الشيعة وصنع رواتها، وإلا فهذا الحديث قد بلغ شهرة عظيمة لا يكاد يجهله أحد من أبناء الإسلام، فهلا وعت الشيعة الإمامية هذا .
ثم بأي شيء يكون المرء مسلماً إن لم يأت بالشهادتين !، وكأن واضع هذا الحديث أراد أن يحرم الشيعة من الدخول في دين الإسلام، وإلا فما معنى إسقاط الشهادتين التي هي مفتاح الدخول في الإسلام ؟ فهل تعي الشيعة ذلك ؟ .
ث-و قلنا إن الإمامة لم يرد لها ذكر في كتاب ولا سنة، ولم تعرف لها ذكر في العصور المتقدمة العصور الفاضلة، وهذا الأمر أقلق الشيعة مما جعلها تصنع الرويات وتختلقها في أن الإمامة من الأسرار التي لا ينبغي إذاعتها ونشرها ! ، فعن علي الرضا قال : (ولا ية الله أسرها إلى جبرائيل، وأسرها جبرائيل إلى محمد، وأسرها محمد إلى علي، وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك، من الذي أمسك حرفاً سمعه) (المازندراني: شرح جامع: 9/123)، ومعنى الجملة الأخيرة، (من الذي أمسك حرفاً سمعه) أي أن هذا الذي ينبغي له ان يكتم أشيع ونشر ! .
وعن جعفر -زعموا- أنه قال : (المذيع حديثنا كالجاحد له ) [أصول الكافي: 2/224] . وتشير بعض رواياتهم إلى أن الكيسانية هي أول من أذاعت هذا السر وكشفته، ففي أصول الكافي : (2/223) : (ما زال سرنا مكتوماً حتى صار في ولد كيسان، فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد ).
ج-مما تميزت به عقيدة الإمامة لدى الشيعة الإمامية هو قولهم بتعدد الأئمة وحصرها في عدد معين ، وهم اثناعشر إماماً . وتشير بعض الرويات إلى أن من أشاع هذه المقالة الكاذبة هو (شيطان الطاق) وهذا هو اسمه عند أهل السنة والجماعة، وأما الشيعة الإمامية فتسميه مؤمن الطاق، وله قصص في الكذب على الله وتحريف بعض آي القرآن الكريم، ( انظر : رجال الكشي: ص186، و أصول الكافي: 1/174) .
ففي باديء الأمر أظهر شيطان الطاق فكرة الإمام مفترض الطاعة بمعاونة هشام بن الحكم الرافضي، وأنتشرت في الكوفة، وأنكرها أبو عبد الله جعفر إنكاراً بليغاً، فيروي سعيد الأعرج كما جاء في رجال الكشي : أنه قال كنا عند أبي عبد الله فاستأذن رجلان، فأذن لهما ، فقال أحدهما: أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال : ما أعرف ذلك فينا، قال: بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم إماماً مفترض الطاعة، وهو لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد.. منهم عبد الله بن يعفور وفلان وفلان، فقال أبو عبد الله رضي الله عنه: ما أمرتهم بذلك، ولا قلت لهم أن يقولوه، قال-القائل أبو عبد الله-: فما ذنبي ! وأحمر وجهه وغضب غضباً شديداً ، قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا .. ) [رجال الكشي : ص427] .
قلت : الإنكار الشديد من أبي عبد الله لهو دلالة على فساد هذه العقيدة وبطلانها وأنها مخترعة لصد وإفساد دين الشيعة . ولكن الشيعة تكذب بهذا دائماً وتضعف هذه الرويات أو تحملها على التقية ! .
ح-ثم إن المتأمل لروايات الشيعة الإمامية فيما يتعلق بالإمامة يجد أنها لم تحدد اثني عشر إماماً في أول الأمر، وإنما تم ذلك بعد وفاة الحسن العسكري-وسوف يأتي الحديث عنه -، إذ جاءت روايات تشير إلى أن علياً يسر بهذا الأمر إلى من يشاء، وجاءت رويات تقول بأن القائم هو سابع سبعة : كما في رجال الكشي (373) : (سابعنا قائمنا) وهذا هو الأمر المستقر عند الإسماعيلية . ولكن الموسوية أو القطعية زادتهم إلى اثني عشر فسميت بالاثني عشرية .
ولم يقف الأمر عند ذلك فقد جاء في كتاب سليم بن قيس الذي تكلمناعنه في حلقة سابقة أنه ذكر أن الأئمة ثلاثة عشر، مما جعل بعض مشايخ الشيعة قديماً وحديثاً يطعن في هذا الكتاب، مع احتوائه على أصول عقائد الشيعة الإمامية الآن . وللدلالة على ذلك (انظر: أصول الكافي: 1/534، والغيبة : ص 92، وأصول الكافي : : 1/532-) . وهذه الإحالات نذكرها لمن أراد الوقوف على حقيقة القول، ليرى حجم التناقض بين الروايات وتضاربها .
خ- ويحتج الشيعة الإمامية على عقيدة الإمامة وثبوتها بأدلة من القرآن ، والسنة، والرويات الكثيرة في كتب الشيعة .
1-فأما استدلالهم بالقرآن فهو تحريف لكتاب الله، وتأويله على غير مراد الله، وصرفه عن دلالته، ففي قوله تعالى : {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } .-هذه أكبر دليل عند الشيعة الإمامية حيث يستدلون بها على ولاية علي رضي الله عنه- فيقول الطبرسي : (وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم ) [مجمع البيان : 2/182] . فيقولون في تفسير هذه الآية : (اتفق المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة أنها نزلت في علي لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة .. )[انظر ابن المطهر الحلي في منهاج الكرامة حيث عده البرهان الأول (ص 147)] . وقد رد على هذا الاستدلال ابن تيمية في منهاج أهل السنة وغيره من عدة أوجه ، نسوقها مختصرة، ونترك الأوجه الأخرى لمن اراد الاستزادة :
أ- بطلان زعمهم أن المفسرين أ جمعوا على أن علياً هو المقصود وأنه تصدق بخاتمه على المسكين وهو يصلي ! ، إلا أن يكون مرادهم بالاجماع؛ إجماع الشيعة الإمامية ! فهذا قد يكون، أما أهل السنة فلا يعرف لهم ذلك .
ب- الشيعة الإمامية تمدح بذلك علياً أن تصدق بخاتمه وهو يصلي، وهذا منقصة وذماًَ في حق علي رضي الله عنه، فإن لب الصلاة الخشوع، والتصدق على المساكين في الصلاة يذهب الخشوع وينافيه، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر في الحديث إن في الصلاة لشغلاً . وعلى هذا فإن الشيعة أرادت أن تمدح علياً بأمر في حقيقته ذم، وهو منزه عنه رضي الله عنه .
ت-هناك فرقاً كبيراً بين الولاية بالكسر التي هي بمعنى المحبة والنصرة التي ضد العداوة ، والولاية بالفتح التي هي بمعنى الأمارة . والآية جاءت بالمعنى الأول وهي الولاية التي بمعنى المحبة والنصرة ، ومراد الشيعة هو الولاية التي بمعنى الأمارة، فهناك فرقٌ ظاهر في اللغة . فتأمل .
2- وأما استدلالهم بالسنة فهو ليس من باب الإيمان بالأحاديث التي جاءت عن طريق أهل السنة، ولكنهم وجدوا في بعض الأحاديث التي يرويها أهل سنداً لمعتقدهم فرووها واستدلوا بها على ما يريدون .
فهم يحتجون بما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يكون اثنا عشر أميراً فقال : كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال : كلهم من قريش ) البخاري (8/127) ، وعند مسلم عن جابر قال : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها . فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : (كلهم من قريش ) (مسلم : 2/1453) . وهناك الفاظ أخرى لهذا الحديث .
فالشيعة الإمامية يتمسكون بهذه النصوص التي وردت عن طريق السنة، لا لإيمانهم بما جاء فيها، فهم لا يأخذون عن كفار، إنما لأن فيها ما يوافق معتقدهم في الأئمة الاثني عشر . وهم يأخذون بنقلهم ولا يأخذون بتفسيرهم لهذا الحديث ! ، ولكن ليس في هذا الحديث حجة ولا مستمسك لهم به ، وذلك من أوجه ثلاثة نكتفي بها :
أ- وصفوا هولاء الأئمة بأنهم يكونون في عزة ومنعة وأن الإسلام عزيزاً ما داموا، وبالنظر إلى حال الإئمة الاثني عشر نجد أنه قد تفاوتت أزمانهم، والإسلام في بعض أزمانهم لم يكن عزيزاً ، بل إن مهديهم مختبيء الآن منذ أزمان طويلة خائف على نفسه ! .
ب-أن الإمامة واجتماع الناس وانقيادهم للإمام لم يحصل إلا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزمناً يسيراً للحسن رضي الله عنه . وأما باقي الأئمة فلم تحصل لهم الإمامة التي يجتمع عليه الناس .
ت- الخلفاء الأربعة ومن خلفهم من حكام بني أمية معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده، اجتمع في حقهم الأوصاف التي وردت في الحديث، فكلهم من قريش، والإسلام في تلك الفترة كان في عزة ومنعة، والإسلام وشرائعه ظاهرة . . إلخ .
3- وأما احتجاجهم بالرويات التي جاءت عن طريق أهل السنة وعن طريق الشيعة ، كحديث غدير خم .
فأما أهل السنة فقد نقلوا هذه الواقعة بأمانه، وليس فيها دليل صريح على إمامة الأئمة، وكل ما فيه هو الحث على العناية بأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والبر بهم ، ولهم منا ذلك سمعاً وطاعة لرسول الله صلى عليه وسلم ، وحباً فيه وفي أهل بيته .
وأما روايات الشيعة لهذه الواقعة فقد زادوا فيها وحرفوا وبدلوا لتأسيس هذه العقيدة في نفوس الشيعة . ولا يتسع المقام لبسط هذه الواقعة ، والراغب في الاستزادة فليرجع إلىكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية منهاج السنة فقد فصل القول في هذه المسألة .
4- وأما الروايات التي جاءت عن طريق كتب الشيعة الإمامية، فهي رويات منقطعة الإسناد، ورواتها مجهولون أو اشتهر عنهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الناس، أو مطعون في ديانتهم، وقد سقنا من قبل نصوصاً كثيرة وتبين حجم تحريف الشيعة الإمامية وتلاعبهم بالنصوص لدعم معتقداتهم وإقرارها . ولعل الله ييسر لنا بسط هذه المسألة أكثر .
قاصمة :
من أبين الدلائل على أن معتقد الشيعة الإمامية في الأئمة الاثني عشرية مأخوذ من دين اليهود، ماوجده ابو الحسين بن المنادى في كتاب دانيال، وفيه : إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر، ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر ملكاً، كل واحد منهم إمام مهدي . (انظر : فتح الباري : 4/213)
اللهم كُنْ لإخواننا المسلمين المستضعفين المضطهدين المظلومين في سوريَّة يارب العالمين
اللهم كُن لهم ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً اللهم نفِّس كرْبهم اللهم فرِّج همَّهم اللهم احقِن دمائهم
اللهم احفظ أعراضهم اللهم أطعم جائعهم اللهم أمِّن خائفهم اللهم سدِّد رمْيَهم اللهم اربط على قلوبهم
اللهم ارحم ميتهم وتقبله شهيداً في سبيلك اللهم ارفع البأساء والضَّرَّاء عنهم
اللهم وانتصر لهم ممن ظَلَمَهم وبغَى عليهم يا ناصر المظلومين
اللهم عليك ببشار وزمْرته ونظامه وأعوانه وكل من سانده ودعمه ورضي بذلك
اللهم اشدد عليهم وطْأَتك اللهم ارفع عنهم عافيتك اللهم فرِّق جمْعَهم
اللهم شتِّتْ شمْلهم اللهم زلزل أقدامهم
اللهم أنزل عليهم رجْسَك وعذابك الذي لا يُرَد عن القوم المجرمين
اللهم أرِنا فيهم يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وقارون وأبَيِّ بن خلف
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ياقوي يامتين!
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يارب العالمين!
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق