(( الحلقة الثانية ))
كيفية رؤية الجن ؟ وماهو الأصل في ذلك ؟
بعض تفاصيل حياة الجن ؟
الفرق بين الجني والشيطان ؟
حكومة إبليس ؟
قلت للجني المسلم : ما رأيك في مسألة ( رؤية الجن ) .. هل يمكن للإنسي أن يرى الجني ؟؟
قال : لديكم رأي بأن من قال إنني رأيت الجن لا تقبل شهادته ، أو ترد شهادته ..
قلت : نعم ... أنه قول الشافعي رضي الله عنه .
قال : نعم .. نعم .. ولكن ما أخبر به الله عز وجل لا ينفي الرؤية ، إنما يعني أن هذا هو الأصل الذي عليه الخلقة التي أرداها ، وهو الشيء الطبيعي الذي يتناسب وطبيعة أجسامنا التي كونها الله رب العالمين ، فنحن عالم أراد الله له ألا يرى من عالم الإنس ، إلا في حالات خاصة جداً جداً ..
قلت : وما هذه الإستثناءات حسب علمك ؟
قال : كما قلت لك من قبل في حال التشكل أو في حال شرب الإنسي ماء مسحور أو إرادة الجني ذلك وتوفر أحوال معينة تعينه على ذلك ..
قلت : هل توضح لي أكثر ؟ !
قال : إن الله سبحانه وتعالى منحنا القدرة على التشكل في أي صورة من الصور .. إقراء سورة الأنفال : (( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ))
فهذا دليل على أن إبليس وهو من الجن تشكل في صورة رجل مما أمكن من رؤيته ومخاطبته بل ووضع يده في يد أنسي تعاهداً على التعاون !!
قلت له : لننتقل إلى الحالة الثانية .. وقد قلت أنها حالة السحر أو شرب ماء مسحور .
قال : نعم .. نعم .. وهنا يمكن رؤيتنا بكل سهولة .. فهناك من يبيع نفسه للشيطان .. فيحاول عن طريق السحر إن يسيطر على أحد الناس ، ومنهم من ينجح في أن يسقي ضحيته ماء متلواً عليه بعض الجمل الشيطانية والتعاويذ الخبيثة ، وعندما يسري هذا الماء في بدنه يكون هذا البدن ( بؤراً ) مغناطيسية تجذب الشياطين للبدن ، فإذا بالضحية الإنسية تصبح كالمرمى بلا حارس تدخل فيه الشياطين وتخرج كيفما تشاء وفي أي وقت .
قلت : وكيف يمكن للإنسان في مثل هذه الحالة رؤية الجن ؟!
قال : يكون هذا بتأثير ماء السحر ، الذي يمنح بصر الإنسان وإدراكه قوة فوق قوة تمكنه من رؤيتنا وهذا الشيء هو الذي يمكنه من رؤيتنا وسماعنا وييسر تأثيرنا عليه .
قلت : بالنسبة إلى رؤية الجن عند إرادة الجني ذلك . هذه مسألة سهله على الجن !!
قال : بالطبع لا .. فحتى عند ظهورهم في صورهم الحقيقية يتعبون في عملية التبدي لعين الناس .. فضلاً عن الخوف والهلع الذي يجتاح الشيطان أو الجني آنئذ .
قلت : مم الخوف ؟
قال : أن يكون الإنسي على علم ، فيمسك بالجني أو الشيطان ، أو يقسم عليه بأسماء الله العظمى فيحبس على صورته تلك ، ويتمكن الإنسي منه أو يربطه ليشاهده الناس أو يلعب به الصبية .
ثم أستطرد صاحبي الجني المسلم :
- (( وهذا يعتبر تعدياً واعتداء كما قطع الطريق عندكم ، وفي هذه الحالة لو أمكن اللجوء إلى أمير هذا الجني لحوكم وعوقب بالسجن والضرب )) .
قلت : فإن كان الأمير شيطاناً مريداً ؟؟؟
قال : الشكوى إلى الله أفضل . والذي يفزع من تبدي الشيطان لو كان ممن يلجئون أصلاً إلى الله ، لما قدر الشيطان على إفزاعهم والتبدي لهم . لهذا قلت فيما سبق يجب توفر الظروف التي تهيئ له هذا الأمر ..وأهم هذه الظروف البعد عن ذكر الله وعدم الطهارة والمشي في الطرق الخالية و المقابر ليلاً وحده دون رفقة أو صحبة أو أن ينام جنباً دون وضوء . ومع هذا فإن الجني أو الشيطان الذي يتبدى للإنسان يكون متردداً ويكون قد راجع نفسه ألف مرة !
قلت : ولو أن الإنسي كان قوي الإيمان قوي العقيدة في الله ولم يكن من المقصرين ، ومع هذا تبدى له الجني أو الشيطان .
قال : يكون هذا إستثناء أو شيء شاذ فالشيطان في في هذه الحالة يكون غبياً يمكن أن يضيع حياته ، أما الجني فلعله من الصالحين ، والإنسي من أولياء الله الصالحين ، فيريد الجني سؤاله في شيء شرعي . خاصة أن علماء الإنس في العلوم الإسلامية أكثر فقهاً وعلماً من الجن .
-------------------------(( حياة الجن ))
سألت صاحبي : هل إبليس هو أبو الجن عموماً .. كما أن آدم عليه السلام هو أبو البشر ؟؟
قال : لا.. لا ..إبليس من ولد ( الجن ) وليس ( أبا ) الجن .
قلت : فما إسم أبى الجن ؟؟
قال : حسب ما وصل إلي من العلم ، والله تعالى أعلم . إسمه ( جآن ) .
قلت : وماذا عن إبليس – لعنه الله ؟
قال : إنه من ولد الجان . كان محسناً في عمله متشبهاً بالملائكة ثم أساء وتكبر كما هو معروف لديكم .
قلت له : إن كثيراً من الناس يعتقدون أن إبليس هو أبو الجن ؟
قال : ومن أين لهم الدليل والعلم ؟ .. إن القرآن الكريم لم يقل ذلك .. وإن محمداً – صلى الله عليه وسلم – لم يقل ذلك .. وهو على أية حال أبو الشياطين .
قلت : وما الفرق بين الجني والشيطان .
قال : الشيطان جني ، وليس كل جني ( شيطاناً ) .
قلت : حبذا توضيح ذلك .
قال : الأمر بسيط .. إبليس تزوج ( جنية ) آمنت به وبأفكاره ، وأنجبوا ذرية ، هذه الذرية التي هي نسل إبليس بالفعل يسمون الشياطين . وهم على صورة وأشكال شتى ، وأغلبهم والعياذ بالله مسخ قبيح أو كلاب ، ولهم مدن ومستعمرات غالباً في الصحاري والجبال وبالجزر النائية وعلى سطح مياه البحر . ولكنني بعد إسلامي ولله الحمد ثم الشكر لإسماعيل إبن عمتك أستطيع أن أقول كل من لا دين له غير الإسلام هو شيطان وإن حسن مظهره وفي هذه الحالة يعتبر إبليس أباهم مجازاً. بل قد تذهل لو قلت لك أن إبليس هو الزعيم والأب والآلة لكل طوائف الجن غير المسلمين ، فكلهم يعملون تحت راياته ، ويقنع كل فريق من الجن والشياطين بما هم عليه بأساليب خياليه .
قلت : كيف ذلك ؟!
قال : هذا سر .. لا أستطيع الآن .. ربما فيما بعد ..!!
وفجأة قال الجني المسلم : سأقول لك شيئاً هاماً .. إن إبليس له مملكة ضخمة .. ووزراء .. وحكومة .. وإدارات كبيرة .. وله مندوبون كبار ، منهم خمسة يجب أن تعرفهم وتحذر الناس منهم .
الأول : إسمه ( ثبر ) وهو يأتي من يقع في ورطة أو مصيبة أو مصيبة أو يموت له/ا قريب أو ولد ، فيوسوس له/ا بلطم خده/ا وإعلان الحرب على الله ، وعلاجه أن تقول (( أعوذ بالله من الشيطان ثبر الرجيم ، وجنده وأبنائه ))
والثاني : إسمه ( داسم ) وهو الذي يبذل جهده لتفريق الأزواج ، وتكريه كل في الآخر ، حتى يقع الطلاق ، وهو أحب أبناء إبليس إلى قلبه في إدارته الكبيرة المتعددة ، وعلاجه أن تقول ((أعوذ بالله من الشيطان داسم الرجيم ، وجنده وأبنائه )) .
والثالث : إسمه ( الأعور ) ويختص هو وإدارته بتيسير الزنا والحض عليه . ويطلق أبنائه يزينون النصف الأسفل للمرأة إذا خرجت إلى الشارع ، وكل فضائح الجنس ومصائب الزنا تأتي عن طريق هذه الإدارة .
والرابع : إسمه ( مسوط ) وهم مختص وإدارته بشئون الكذب كبير وصغير ، بل يبلغ الجرأة به وبأبنائه إلى حد التشكل في صورة رجل ويجلس في مجلس ويفتري الكذب أو يطلق إشاعة يرددها الناس دون تبصر .
والخامس : اسمه ( زلنبور) وهذا الشيطان الذي يشرف على الأسواق في كل أنحاء العالم هو وأبناؤه ، وهم من وراء الغش والشجار والعراك والشتائم والتقاتل .
ففاجأته بقولي : أريد جديداً .. لقد قرأت مثل هذا .. فذلك معلوم لدينا ..
قال : ليس مشكلة .. ممكن أن أقول لك عشرات آلاف الأسماء . ولكن ليس ذالك مهماً ، إنما المهم الإستعاذه بالله منهم ومن شرورهم .
قلت : فهل هؤلاء الخمسة لا يزالون أحياء ، خاصة إن مجاد تحدث عنهم منذ ألف وثلاثمائة عام ..؟!
قال مصطفى : نعم .. نعم .. لا يزالون أحياء .. فالجن معمر وأغلبنا يعيش مئات السنوات ، ومنا من يعيش آلاف السنين .
قلت بدهشة : آلاف السنين ؟
قال : نعم .. منا من يعيش آلاف الأعوام ، ومنا من يعيش أربعة أو خمسة أو سبعة آلاف عام ، لكن من الشياطين من هو معمر مثل إبليس منذ القدم ، كهؤلاء الخمسة من أبناء إبليس ، إذ لا يزالون أحياء !
قلت له : و أنت كم عمرك ؟؟
وهنا صمت قليلاً ، وظل يحملق في كأنه ينظر من خلال عيني إلى أعماقي .. كمن يريد قراءة شيء ما .. فكررت السؤال ...
فقال : أقسم بالله ما تضرني ..
قلت بدهشة وباعتقاد لما أقول : أقسم بالله ألا أضرك ..
قال : مازلت صغير السن .. فانا أعتبر بمقياس الإنس كمن عمره خمسة عشر عاماً أو سبعة عشر عاماً .
قلت : لا أنا أريد عمرك الحقيقي .. أعني بمقياس الجن ..
قال : عمري ( 180 ) سنة .. وهو بمقياس الجن يعتبر صبيا وشباب !!
قلت له : ووالدك .. ألا يزال حياً ؟؟
قال : لا .. لقد هلك في معركة وشجار كبير نشب بينه وبين ساعده الأيمن وكان إسمه ( هود ) .. وموته كان عن ألف سنة إلا خمسين .. أما جدي الكبير ، فقد كان يسترق السمع فأتبعه شهاب ثاقب أهلكه ، ومات عن عمر يناهز آلاف السنين .
قلت له : أتعرف عمره بالتحديد ..
قال : لا .. لكن من المعمرين الكبار ..
هنا أختم الحلقة الثانية .. أتمنى تكون ممتعة ومفيدة لكم
وفي الحلقة الثالثة بإذن الله
سوف نتعرف على أماكن عيش الجن والشياطين وإبليس ؟
يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه لحديث عَبْد اللّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ: إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّىٰ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ . رواه مسلم
و بْن عَبَّاسٍ قال: ( ما رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان ) رواه البخاري
وفي حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ( صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله )
0 التعليقات:
إرسال تعليق