السؤال التاسع والثلاثون :هل سمعت يوما بحادثة الغدير وتفاصيلها ؟
الجواب مع الشرح : الشيعة يأتون بأحاديث على أنها النص الصريح على وصاية علي بعد الرسول وخاصة : " حديث غدير خم " وهذا الدليل بمفرده كاف في اعتقادهم على إثبات النص بإمامة علي عليه السلام . ففي حجة الوداع نزلت عليه آية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة ، فنزل غدير خم من الجحفة " مكان بين مكة والمدينة " ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته صل الله عليه وآله أنه قال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألستم تعلمون – أو : تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، ثم قال : " أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه " . ثم قال : " اللهم اشهد " ، ثم لم يفترقا – رسول الله وعلي – حتى نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فقال رسول الله صل الله عليه وآله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي " . فهذا الحديث الذي دار في غدير خم نص صريح على إمامة علي عليه السلام لقول النبي صل الله عليه وآله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، أي من كنت واليه فهذا علي واليه . والوالي هو الإمام . ولولا النص على علي بالولاية في هذا الحديث عند غدير خم لما أوقف النبي صل الله عليه وآله الناس أجمعين ، وكان عددهم مائة ألف وأكثر ، ولما نص على ولاية علي بعده إكتمل الدين وأنزل الله تعالى قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
وان كان الحديث المنقول عن الرسول (ص) صحيحا ( من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ) فهو دعوة إلي مناصرة علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوة إلي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للأبد كما يراها الشيعة . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول أشد وضوحا وأكثر دلاله مما قيل في علي . فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه إنما لحكم وغاية ومسألة الوصاية تلك فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافة غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه ... الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا فإن هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمة علي والأئمة من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نرى أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلى سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد . والإمامه ليست منصبا إلهيا , فالإمام علي نفسه يقول وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني أميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغة ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث الخلافة في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤة يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافة و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافة والحكم أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد، ولو أراد الله تعالى إنتقال الحكم أو توريث الخلافة والولاية في عقب النبي الكريم لأبقى على الذكور من أبنائه . أليس من الأولى أن يكون إخبار الله تعالى للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث الإمامه في عقبه موثقة في القرآن أو منصوصا عليها في السنة وأن يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلى رأس الأشهاد . والمسألة كلها تتعارض مع إخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام الملة . وكيف يوصي النبي بالإمامة لاثني عشر إماما , في حين لم يتولها منهم إلا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء ستة أشهر تولى فيها الخلافة الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاوية .
ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق ونقول :
أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول (ص) كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته إنتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس إنصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي (ص) لا يتخذ حرسا إعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي (ص) : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي (ص) ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي (ص) . والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي (ص) وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي (ص) ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه (ص) . فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير وهذه واحدة .
ثانيا : الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي (ص) في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟! والعجيب في التلفيق أن يدعي المتشيعون أنها نزلت لما نص النبي (ص) على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا : الوارد في غدير خم أن النبي (ص) بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خم ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك إشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق . ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي (ص) قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي (ص) في مكة ليحج معه (ص) ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي (ص) سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة إحتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي (ص) . والنبي (ص) يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته (ص) ، وعلي رضي الله عنه منهم .ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال (ص) : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( حديث الغدير : " من كنت مولاه " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . أنظر السلسلة الصحيحة ( 1750 ) .فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه وذلك لأنه كان عامل النبي (ص) على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي (ص) بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد . وأما الزيادات والمبالغات التي يقولها البعض على حديث رسول الله (ص) ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
ورابعا : الجزء الأخير من حديث الشيعة كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي (ص) رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية "
وخامسا : أن الاستدلال على الوصية لعلي هو قول النبي (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، فيه خطأ في الفهم وليس أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، ولا يمكن الإستدلال بها على أن الولاية ثابتة لعلي بعد النبي (ص) . وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي (ص) ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم . والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب . ودليل ذلك حديث بريده والذي جاء فيه قول النبي (ص) لبريده : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي (ص) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ، وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا : بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا الشيعة على كلامهم بأن الدليل على خلافة علي قوله (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي . إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ، فإذا كانت أن الولاية عند الشيعة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة . والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة المسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
وإذا كان الله قد أمر نبيه بإعلان وصاية الإمام على من بعده فلم يفعل خشية أن يقال أن النبي يحابى أقاربه كما يرويه الإمام كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها صفحة 107. فيكون الرسول قد خالف أمر الله فهل فعل الرسول ذلك ؟ إنه بالرجوع إلى المصادر التي أوردها القزوينى يتضح أنها لا تتصل بعصمة الإمام على أو وصاية النبي بأن يخلفه من بعده. بل أن النبي إختار إسم الخليفة لأنه يخلفه في الرئاسة حيث قال ( أوصى من بعدى بالمهاجرين الأولين ) وهذا ما أورده البخاري. ولقد أورد كتاب نهج البلاغة أنه لما نازع معاوية الخليفة الرابع علي ، قام الخليفة علي وخطب في الناس وقال ( لقد با يعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وذلك على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسي والسيد المرتضى أنه لما طعن إبن ملجم الإمام عليا رضي الله عنه قيل له ألا توصي ؟ فقال ما أوصى رسول الله ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا إستجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافي للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على أن الخلافة لم يوصي بها النبي لعلي ومن بعده الأئمة الإثنى عشر وبالرغم من ذلك فإن المذهب الشيعي إنفرد برأي آخر هو أن الخلافة في المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لأن أمين الوحي جبريل نزل إلى النبي وأبلغه أن يعلن أن الخلافة والإمامة من بعده محصورة في علي بن أبى طالب وأحد عشر إماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبي وحدد للنبي الإثنى عشر إماما. هذا ماجاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها للإمام كاشف الغطاء ص 107 إلا أن الواقع يثبت غير ذلك في الأحاديث النبوية فقد قال الرسول ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهم )
(2) لو طالعنا رواية الغدير من أولها وعرفنا أسبابها لتبين لنا أنها جاءت على الشكل التالي وليس وفق الرواية الشيعية المحرفة ( كان رسول الله "ص" قد أرسل خالد بن الوليد على رأس جيش إلى اليمن ، فانتصر وغنم فبعث النبي عليا فخمس وقسم ثم خرج ورأسه يقطر ، يقول بريده بن الحصين فقلنا : يا أبا الحسن ماهذا ؟ فقال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست ثم صارت في أهل بيت النبي (ص) ثم صارت في آل علي . فكتب خالد إلى النبي يعلمه بالأمر ، ثم رجع علي من اليمن فسألوه أن يريحوا الإبل ويركبوا من إبل الصدقة فمنعهم ، ثم تعجل علي ليحج واستخلف على جنده رجلا ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز ، وأذن لهم فركبوا الإبل ، فلما انتهى علي من الحج وذهب ليقي جيشه فإذا هم على إبل الصدقة فانتزع الحلل منهم وأنزلهم عن الإبل ، وعنف الذي استخلفه ولامه على ما رأى ، فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه أن يخبروا رسول الله (ص) ما لقوه من الغلظة والضيق ، ففشت القالة في علي وأكثروا في الكلام عليه عند رسول الله (ص) . ويقول بريده ( لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتن قصته ، فرأيت وجه رسول الله (ص) يتغير فقال : يا بريده الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله ٌ قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقام فينا رسول الله ص خطيبا فسمعته بقول ( أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لا اأخشى في ذات الله من أن يشكي ) هذا ما رواه الإمام أحمد والبيهقي وابن هشام في السيرة . وقد زاد الإمام مسلم عن زيد بن أرقم قال : ( قام رسول الله "ص" يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر ثم قال ، أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا)
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟، قال : نعم . ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي والخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صل الله عليه وسلم قال في ذلك المكان :( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .
القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه .
وأهل السنة والجماعة مسلمون بكل ماجاء في صحيح مسلم .
القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) .
فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري
القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) . أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه اختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وإبن تيمية وإبن حزم وغيرهم
القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) وهي الزيادة الأخيرة فإنها كذب محض على النبي صل الله عليه وآله وسلم . ثم أن تفسير كلمة مولاه من قبل الشيعة على أنه الحاكم فهذا ليس بصحيح... المولى لها معاني عديدة مثلا المحب بدليل قوله بعد ذلك (اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) والمعنى واحد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) .كما يقول إبن الأثير تقع هذه الكلمة على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر . لو كان النبي يريد أن يكون عليا خليفة من بعده لقالها بصراحة واضحة وليس بكلمة تحتمل معاني عديدة ، وثم أن كلمة المولى لا تعني الحاكم بدليل قول الله تعالى (فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم و بئس المصير ) سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة والقرب .ولذلك يقول عالمهم النوري الطبرسي ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج إلى تعيين ماهو المقصود منها إلى قرائن) فصل الخطاب ص 205 و 206 . إذا كان هذا هو قول عالمهم الكبير الطبرسي فكيف بعد ذلك يقال أن هذا الحديث نص على خلافة علي بعد النبي (ص) ..نقول لو كان النبي صل الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفة للحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله من قبل الصحابة وأهل المدينة ، وأن يرفضوا خلافة علي عليهم . لماذا يخاف النبي صل الله عليه من الصحابة وأهل المدينة .(راجع المصادر الشيعية التالية فقد جاء فيها قصة الغدير بحذافيرها . الإرشاد 89 ، إعلام الورى 137 ، الكافي 2-233، أمالي الطوسي 252 ، البحار 21-373 و383 و 384 و360 . أمالي الصدوق 348 ، المناقب 2-110 ، الطرائف 35 ، العمدة 45 . )وهكذا نتوصل لحقيقة قصة يوم الغدير بحذافيرها ، ونرى أن أساس المشكلة هو أن عليا حصلت بينه وبين الجيش الإسلامي العائد من اليمن مشاحنات بسبب نكاح الوصيفة ، ومنعهم من ركوب إبل الصدقة ، واسترجاعه الحلل ، حتى إذا لحقوا برسول الله (ص) بعد مرجعه من الحج أكثروا من الشكوى من علي بغير حق ، مما اضطر النبي أن ينزل في ذلك الموضع وفي ذلك الجو الحار ويبريء ساحة علي . فلا علاقة لما حدث بموضوع البيعة أو الخلافة والولاية لعلي لا من قريب ولا من بعيد . إلا أن الشيعة قاموا بتضخيم هذه القصة وجعلوا من الإمامة أصل من أصول الدين من جحده كفر . فيرى الكليني عن أبي عبد الله أنه قال ( كان أمير المؤمنين إماما من أنكر ذلك كمن أنكر معرفة الله ومعرفة رسوله ) أصول الكافي (185-1) وفي رواية أخرى عنه قال أيضا ( لا يسع الناس إلا معرفتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا ) 187-1 . وقد قال الزنجاني ( أن مرتبة الإمامة كالنبوة) عقائد الإمامية ص 75 . وصرح أيضا إبن المطهر الحلي ( الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص ) الإلفين ص 3 . هذا البياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول : ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك وأنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه لا يوجد نص لعلي ... علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده , وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى... لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس... الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لا يلزم من الإمامة الحكم . وثم أيضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ , مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن أحد عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 وانتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص لإثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح أنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه : ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367 .
وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال : ( دعوني والتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه .
هناك أسئلة أخرى كثيرة تطرح على الشيعة سأختصرها بالنقاط التالية :
1 - إذا كانت الإمامة أهم ركن من الإسلام ، فهل من ينكر هذه الإمامة كافر وليس منافق أو مسلم من المؤلفة قلوبهم وإن أهل السنة من الكفرة ؟ .
2 - بما أن الإمامة أهم ركن من أركان الإسلام ، هل نجد في كتاب الله آية محكمة وصريحة لا تحتاج إلى دليل أو تفسير وتكون واضحة وضوح الشمس تبين لنا هذه الإمامة وأن علي بن أبي طالب هو الإمام المختار لهذه الأمة ؟ هناك حديث للرسول الكريم قال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم : " (يكون إثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : (كلهم من قريش)" صحيح البخاري 7222 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى إثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال (كلهم من قريش) صحيح مسلم وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم : (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة) قال : ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى إثني عشر خليفة) . فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم إثنا عشر رجلا) ثم تكلم النبي صل الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ فقال (كلهم من قريش) وفي رواية : عن النبي صل الله عليه وسلم، بهذا الحديث ولم يذكر (لا يزال أمر الناس ماضيا) صحيح مسلم 1821 فالأوصاف الموجودة لهؤلاء الأئمة الإثني عشر كما يلي: - أمراء - قرشيون - رجال - خلفاء - الإسلام يكون عزيزاً في زمانهم ومنيعاً - يكون الأمر في زمانهم ماضياً . وهنا لا نجد أسماء مُحددة ولا مُعددة .
3 – كيف تستطيعون أن تثبتوا لنا أن الأحاديث الموجودة في كتبكم كلها صحيحة بينما علماء الدين من أهل السنة أثبتوا أنها موضوعة على الرسول الكريم وعلى أئمتكم ؟ عندما كثر النقل عن الإمام الصادق صارت الروايات الباطلة تصنع على لسانه وتنسب إليه ، فجعلوا منهج أهل البيت الأطهار لا يوافق لشرع الله ولا موافق للعقل الصريح ، ولا منسجم مع الذوق السليم والسلوك الإنساني القويم ، وفيه بدع تتناقض مع كتاب الله وسنة نبيه ، مما جعل الأتباع يعطلون عقولهم ويفكرون بعقول الآخرين لاسيما في الأمور العظيمة كأصول الدين والعقيدة .
4 – لقد قلتم أن أبو بكر وعمر وعثمان كلهم منافقين وغيرهم من الصحابة فأنا أسئلكم سؤال القرآن الكريم سورة الأحزاب الآية رقم 9 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) نجد بأن الله يأمر نبيه بأن يجاهد ( الكفار ) و ( المنافقين ) ويقاتلهم . كلنا نعرف بان الرسول صل الله عليه وسلم صاهر المنافقين هؤلاء ، فهاهو ذي النورين رضي الله عنه يتزوج برقيه وأم كلثوم و ها هو الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم يتزوج بإبنة الفاروق حفصة و وبإبنة الصديق عائشة رضي الله عنهم أجمعين ، فكيف يوافق رسول الله على تزويج بناته إلى عثمان فهو إما أن يكون واحد من الإثنين .إما أن الرسول صل الله عليه وسلم خالف الله سبحانه وتعالى ( و حاشاه ذلك ) لأنه لم يقاتل المنافقين والكفار ، عمر وأبو بكر وعثمان بحد زعمكم ، أو أن أبو بكر وعمر وعثمان لم يكونوا منافقين من الأساس . قد يقول البعض والله الرسول صاهرهم حقناً لدماء المسلمين نقول لمن يقول هذه الآية واضحة وهي أمر للنبي صل الله عليه وسلم ولم نعهد بأن النبي يخالف أوامر ربه حاشاه ذلك كيف لأبو بكر وعمر وعثمان ( وهم بشر ) أن يغيروا إرادة الله وكيف لعلي بن أبي طالب أن يبايعهم .
5 - ورد في نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب قال عندما أتوه الناس لبيعته قائلاً ( دعوني والتمسوا غيري ) و أيضا قال ( إني لكم وزيراً خير مني أمير ) ألم يعلم بأنه مختار من الله ؟
وعندما بايع الناس أبو بكر وعمر وعثمان لماذا لم يقف أحد من الصحابة محتجا على عصيان أمر الله ورسوله قائلا بل علي هو الإمام ؟
6 – إذا كانت كتبكم تعتبر القرآن الكريم محرف حذفت منه آية الولاية فلماذا لم يخرج صحابي واحد في ذلك الوقت يقول للمؤمنين إن القرآن حذفت منه ولاية علي لتكون حجة لكم على أهل السنة
7 - هل كلمة ولي تعني الإمامة ؟ وهل كلمه التطهير تعني العصمة ؟
وإذا كان الحسن معصوما في نظركم وأن معاوية كافرا فلماذا سلم الخلافة إلى الكافر معاوية ، هل أخطأ المعصوم ، أم أن معاوية لم يكن كافرا ؟ .
8- صَحِبَ رسول الله صل الله عليه وسلم ..أبا بكر الصديق معه ..في هجرته .!
وبالمقابل .. عرّض..علي بن أبي طالبٍ...للقتل في مبيته على فراشه ليلة الهجرة. مع أنه وصيّ النبيّ.. من بعده وأبٌ للائمة الاثني عشر وبدونه لا يكون في الوجود.. شيء إسمه شيعة إثني عشرية .السؤال لماذا لم يَصحَب الرسول صل الله عليه وسلم معه وصيّه عليّ بن أبي طالب ويترك أبا بكر الصديق على فراشه ليقتل. فهو ليس وصيّاً ولا إماما فلا خسارة من قتله. !؟
فما تقولون..؟
9 - علي رضي الله عنه خاطب به أهل الكوفة المبايعين بالخلافة .!
وكان ذلك في موضع يقال له : ( الرّحْبة ) وأشهد عليه إثنا عشر أو ثلاثة عشر صحابياً إستحثاثاً لأهل الكوفة وترغيباً لهم في نصرته وتهييجاً لهم لمحبته فيطيعوه لينصروه في قتاله مع أهل الشام فأهل الكوفة مشهورون بالخذلان وبالرغم من ذلك أن علي بن أبي طالب الفصيح البليغ الشجاع رضي الله عنه لم يحتج بحديث الغدير لا في خلافة أبي بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم ولو كان قد فهم منه الخلافة وكل هذه السنين الطوال .! بل يصعد منبر رسول الله صل الله عليه وسلم ويلقي بحديث الغدير بين أظهر الأصحاب أجمعين ويعلنها مجلجلة ( أنا الخليفة فبايعوني أو تكفرون والله لأ قاتلن دونها أو أقتل دونها ) لماذا غاب علي عن سقيفة بني ساعدة وغــــــاب عن الشورى وكانت فترة حاسمة في أمور الدين والخلافة وإثبات نصها وهل يغيب النصّ على الخلافة في تنازع الناس في الخلافة. ؟
وهل يتعارض أهم ركن من أركان الإسلام حسب اعتقادكم للخلاف والاختلاف أصلا ؟
هل يحتاج ( الركن ) إلى كشف وتأليف وتصنيف وشروحات وتطويلات وتحريفات وتأويلات ومجادلات لإثباته. هل اختلف المؤمنين في ركن الشهادة والصلاة والزكاة والحج والصيام ؟
بينما نجد ذلك الإختلاف الكبير في ركن الإمامة . لو بحثنا في ركن الإمامة سنجد أن كل الطوائف الإسلامية من الصوفية والمعتزلة والجهمية والأشاعرة وغيرهم يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة إلا ركن الإمامة , والسؤال الذي نطرحه على الشيعة هل أدلتكم على الإمامة محكمة أم متشابهة ؟ .
إن المحكم ما اتضحت دلالته ولا يتنازعه أكثر من معنى والمتشابه ما لم تتضح دلالته أكثر من معنى مثل : قوله تعالى: " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " آية محكمة لاحتمل غير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . قوله صل الله عليه وسلم: " بُني الإسلام على خمسٍ .." حديث محكم لاحتمل غير الأركان الخمسة المعلومة . حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هل هو متضح الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
رواية ( التصدق بالخاتم) التي تؤمنون بها.!
هل هي متضحة الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
وبعد كل هذه الدلائل هل لديكم دليل واحد يقنع العقل على ركنية الإمامة من التعارض والتنازع والإختلاف ؟ .
لا يشك مسلم عاقل في الإمام علي ببلاغته ولا بفصاحته ولا في دقّة فهمه ومن عميق فهمه وإدراكه أنه فهم حديث الغدير أحسن الفهم .. وفقهه أحسن الفقه فمعناه عند أمير المؤمنين ( المحبّة والنُصْرة )
10- والأشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم -أن يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الأمور الهامشية – إذا قيست بأمور ألخلافة والحكم بدليل تعرضه لأمور الطهارة وآداب قضاء الحاجة ثم يفوته الإعلان عن تلك الوصية على الملا والإنسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير .
فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه إنما لحكم وغاية ومسألة الوصايا تلك – لو صحت جدلا فإنها تحسب على سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافة غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمة علي والائمة من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نرى أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد .
ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟
ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟
ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا – فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد , ولو أراد الله تعالي إنتقال الحكم أو توريث الخلافه والولاية في عقب النبي الكريم لأبقى علي الذكور من أبنائه . أليس من الأولى أن يكون إخبار الله تعالي للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث الإمامة في عقبه موثقة في القرآن أو منصوصا عليها في السنة وأن يكون ذلك علنا ومؤكدا .
يقول شيخ الإسلام إبن تيمية : وأما قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً في جمع طرقه . (1)
قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .1)(2) }(1) .(2)
والله أعلم
--------------------------
الجواب مع الشرح : الشيعة يأتون بأحاديث على أنها النص الصريح على وصاية علي بعد الرسول وخاصة : " حديث غدير خم " وهذا الدليل بمفرده كاف في اعتقادهم على إثبات النص بإمامة علي عليه السلام . ففي حجة الوداع نزلت عليه آية : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) المائدة ، فنزل غدير خم من الجحفة " مكان بين مكة والمدينة " ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته صل الله عليه وآله أنه قال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألستم تعلمون – أو : تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، ثم قال : " أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه " . ثم قال : " اللهم اشهد " ، ثم لم يفترقا – رسول الله وعلي – حتى نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فقال رسول الله صل الله عليه وآله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي " . فهذا الحديث الذي دار في غدير خم نص صريح على إمامة علي عليه السلام لقول النبي صل الله عليه وآله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، أي من كنت واليه فهذا علي واليه . والوالي هو الإمام . ولولا النص على علي بالولاية في هذا الحديث عند غدير خم لما أوقف النبي صل الله عليه وآله الناس أجمعين ، وكان عددهم مائة ألف وأكثر ، ولما نص على ولاية علي بعده إكتمل الدين وأنزل الله تعالى قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
وان كان الحديث المنقول عن الرسول (ص) صحيحا ( من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه ) فهو دعوة إلي مناصرة علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوة إلي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للأبد كما يراها الشيعة . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول أشد وضوحا وأكثر دلاله مما قيل في علي . فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه إنما لحكم وغاية ومسألة الوصاية تلك فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافة غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه ... الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا فإن هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمة علي والأئمة من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نرى أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلى سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد . والإمامه ليست منصبا إلهيا , فالإمام علي نفسه يقول وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني أميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغة ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث الخلافة في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤة يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافة و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافة والحكم أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد، ولو أراد الله تعالى إنتقال الحكم أو توريث الخلافة والولاية في عقب النبي الكريم لأبقى على الذكور من أبنائه . أليس من الأولى أن يكون إخبار الله تعالى للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث الإمامه في عقبه موثقة في القرآن أو منصوصا عليها في السنة وأن يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلى رأس الأشهاد . والمسألة كلها تتعارض مع إخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام الملة . وكيف يوصي النبي بالإمامة لاثني عشر إماما , في حين لم يتولها منهم إلا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء ستة أشهر تولى فيها الخلافة الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاوية .
ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق ونقول :
أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول (ص) كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته إنتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس إنصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي (ص) لا يتخذ حرسا إعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي (ص) : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي (ص) ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي (ص) . والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي (ص) وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي (ص) ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه (ص) . فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير وهذه واحدة .
ثانيا : الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) . وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي (ص) في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟! والعجيب في التلفيق أن يدعي المتشيعون أنها نزلت لما نص النبي (ص) على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .
وثالثا : الوارد في غدير خم أن النبي (ص) بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خم ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك إشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق . ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي (ص) قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي (ص) في مكة ليحج معه (ص) ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي (ص) سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة إحتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي (ص) . والنبي (ص) يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته (ص) ، وعلي رضي الله عنه منهم .ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال (ص) : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ( حديث الغدير : " من كنت مولاه " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . أنظر السلسلة الصحيحة ( 1750 ) .فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه وذلك لأنه كان عامل النبي (ص) على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي (ص) بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد . وأما الزيادات والمبالغات التي يقولها البعض على حديث رسول الله (ص) ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .
ورابعا : الجزء الأخير من حديث الشيعة كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي (ص) رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية "
وخامسا : أن الاستدلال على الوصية لعلي هو قول النبي (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، فيه خطأ في الفهم وليس أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، ولا يمكن الإستدلال بها على أن الولاية ثابتة لعلي بعد النبي (ص) . وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي (ص) ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم . والفهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب . ودليل ذلك حديث بريده والذي جاء فيه قول النبي (ص) لبريده : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي (ص) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ، وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .
وسادسا : بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا الشيعة على كلامهم بأن الدليل على خلافة علي قوله (ص) : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي . إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ، فإذا كانت أن الولاية عند الشيعة أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح على النص على علي بالإمامة والخلافة . والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة المسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .
وإذا كان الله قد أمر نبيه بإعلان وصاية الإمام على من بعده فلم يفعل خشية أن يقال أن النبي يحابى أقاربه كما يرويه الإمام كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها صفحة 107. فيكون الرسول قد خالف أمر الله فهل فعل الرسول ذلك ؟ إنه بالرجوع إلى المصادر التي أوردها القزوينى يتضح أنها لا تتصل بعصمة الإمام على أو وصاية النبي بأن يخلفه من بعده. بل أن النبي إختار إسم الخليفة لأنه يخلفه في الرئاسة حيث قال ( أوصى من بعدى بالمهاجرين الأولين ) وهذا ما أورده البخاري. ولقد أورد كتاب نهج البلاغة أنه لما نازع معاوية الخليفة الرابع علي ، قام الخليفة علي وخطب في الناس وقال ( لقد با يعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان وذلك على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ) كما روى الطوسي والسيد المرتضى أنه لما طعن إبن ملجم الإمام عليا رضي الله عنه قيل له ألا توصي ؟ فقال ما أوصى رسول الله ولكن إذا أراد الله بالناس خيرا إستجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم ) كتاب الشافي للسيد المرتضى صفحة 372 طبعة النجف. وهذا دليل على أن الخلافة لم يوصي بها النبي لعلي ومن بعده الأئمة الإثنى عشر وبالرغم من ذلك فإن المذهب الشيعي إنفرد برأي آخر هو أن الخلافة في المسلمين بالتعيين من الله ولم تترك لاختيار المسلمين لأن أمين الوحي جبريل نزل إلى النبي وأبلغه أن يعلن أن الخلافة والإمامة من بعده محصورة في علي بن أبى طالب وأحد عشر إماما من بعده كلهم من نسل زوجته فاطمة بنت النبي وحدد للنبي الإثنى عشر إماما. هذا ماجاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها للإمام كاشف الغطاء ص 107 إلا أن الواقع يثبت غير ذلك في الأحاديث النبوية فقد قال الرسول ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهم )
(2) لو طالعنا رواية الغدير من أولها وعرفنا أسبابها لتبين لنا أنها جاءت على الشكل التالي وليس وفق الرواية الشيعية المحرفة ( كان رسول الله "ص" قد أرسل خالد بن الوليد على رأس جيش إلى اليمن ، فانتصر وغنم فبعث النبي عليا فخمس وقسم ثم خرج ورأسه يقطر ، يقول بريده بن الحصين فقلنا : يا أبا الحسن ماهذا ؟ فقال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست ثم صارت في أهل بيت النبي (ص) ثم صارت في آل علي . فكتب خالد إلى النبي يعلمه بالأمر ، ثم رجع علي من اليمن فسألوه أن يريحوا الإبل ويركبوا من إبل الصدقة فمنعهم ، ثم تعجل علي ليحج واستخلف على جنده رجلا ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز ، وأذن لهم فركبوا الإبل ، فلما انتهى علي من الحج وذهب ليقي جيشه فإذا هم على إبل الصدقة فانتزع الحلل منهم وأنزلهم عن الإبل ، وعنف الذي استخلفه ولامه على ما رأى ، فأظهر الجيش التذمر والشكوى واختلفوا معه وتوعدوه أن يخبروا رسول الله (ص) ما لقوه من الغلظة والضيق ، ففشت القالة في علي وأكثروا في الكلام عليه عند رسول الله (ص) . ويقول بريده ( لما قدمت على رسول الله ذكرت عليا فتن قصته ، فرأيت وجه رسول الله (ص) يتغير فقال : يا بريده الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله ٌ قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقام فينا رسول الله ص خطيبا فسمعته بقول ( أيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لا اأخشى في ذات الله من أن يشكي ) هذا ما رواه الإمام أحمد والبيهقي وابن هشام في السيرة . وقد زاد الإمام مسلم عن زيد بن أرقم قال : ( قام رسول الله "ص" يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثني عليه ووعظ وذكر ثم قال ، أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا)
هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس . قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟، قال : نعم . ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي والخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صل الله عليه وسلم قال في ذلك المكان :( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .
القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه .
وأهل السنة والجماعة مسلمون بكل ماجاء في صحيح مسلم .
القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) .
فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري
القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) . أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه اختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وإبن تيمية وإبن حزم وغيرهم
القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) وهي الزيادة الأخيرة فإنها كذب محض على النبي صل الله عليه وآله وسلم . ثم أن تفسير كلمة مولاه من قبل الشيعة على أنه الحاكم فهذا ليس بصحيح... المولى لها معاني عديدة مثلا المحب بدليل قوله بعد ذلك (اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) والمعنى واحد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) .كما يقول إبن الأثير تقع هذه الكلمة على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر . لو كان النبي يريد أن يكون عليا خليفة من بعده لقالها بصراحة واضحة وليس بكلمة تحتمل معاني عديدة ، وثم أن كلمة المولى لا تعني الحاكم بدليل قول الله تعالى (فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم و بئس المصير ) سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة والقرب .ولذلك يقول عالمهم النوري الطبرسي ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج إلى تعيين ماهو المقصود منها إلى قرائن) فصل الخطاب ص 205 و 206 . إذا كان هذا هو قول عالمهم الكبير الطبرسي فكيف بعد ذلك يقال أن هذا الحديث نص على خلافة علي بعد النبي (ص) ..نقول لو كان النبي صل الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفة للحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله من قبل الصحابة وأهل المدينة ، وأن يرفضوا خلافة علي عليهم . لماذا يخاف النبي صل الله عليه من الصحابة وأهل المدينة .(راجع المصادر الشيعية التالية فقد جاء فيها قصة الغدير بحذافيرها . الإرشاد 89 ، إعلام الورى 137 ، الكافي 2-233، أمالي الطوسي 252 ، البحار 21-373 و383 و 384 و360 . أمالي الصدوق 348 ، المناقب 2-110 ، الطرائف 35 ، العمدة 45 . )وهكذا نتوصل لحقيقة قصة يوم الغدير بحذافيرها ، ونرى أن أساس المشكلة هو أن عليا حصلت بينه وبين الجيش الإسلامي العائد من اليمن مشاحنات بسبب نكاح الوصيفة ، ومنعهم من ركوب إبل الصدقة ، واسترجاعه الحلل ، حتى إذا لحقوا برسول الله (ص) بعد مرجعه من الحج أكثروا من الشكوى من علي بغير حق ، مما اضطر النبي أن ينزل في ذلك الموضع وفي ذلك الجو الحار ويبريء ساحة علي . فلا علاقة لما حدث بموضوع البيعة أو الخلافة والولاية لعلي لا من قريب ولا من بعيد . إلا أن الشيعة قاموا بتضخيم هذه القصة وجعلوا من الإمامة أصل من أصول الدين من جحده كفر . فيرى الكليني عن أبي عبد الله أنه قال ( كان أمير المؤمنين إماما من أنكر ذلك كمن أنكر معرفة الله ومعرفة رسوله ) أصول الكافي (185-1) وفي رواية أخرى عنه قال أيضا ( لا يسع الناس إلا معرفتنا من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا ) 187-1 . وقد قال الزنجاني ( أن مرتبة الإمامة كالنبوة) عقائد الإمامية ص 75 . وصرح أيضا إبن المطهر الحلي ( الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص ) الإلفين ص 3 . هذا البياضي مثلاً عالمهم الشيعي يقول : ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين , لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك وأنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه لا يوجد نص لعلي ... علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده , وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى... لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس... الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم , إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد , كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القضية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لا يلزم من الإمامة الحكم . وثم أيضا لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ , مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن أحد عشرة سنة بعد الحسن الذي توفى عام 49 وانتهت خلافة معاوية سنة 60 , من سنة 49 إلى سنة 60 الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية . ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص لإثني عشر ؟! , إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح أنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر .إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه : ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367 .
وقال : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366 .وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال : ( دعوني والتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336 .. يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه .
هناك أسئلة أخرى كثيرة تطرح على الشيعة سأختصرها بالنقاط التالية :
1 - إذا كانت الإمامة أهم ركن من الإسلام ، فهل من ينكر هذه الإمامة كافر وليس منافق أو مسلم من المؤلفة قلوبهم وإن أهل السنة من الكفرة ؟ .
2 - بما أن الإمامة أهم ركن من أركان الإسلام ، هل نجد في كتاب الله آية محكمة وصريحة لا تحتاج إلى دليل أو تفسير وتكون واضحة وضوح الشمس تبين لنا هذه الإمامة وأن علي بن أبي طالب هو الإمام المختار لهذه الأمة ؟ هناك حديث للرسول الكريم قال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم : " (يكون إثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : (كلهم من قريش)" صحيح البخاري 7222 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال الإسلام عزيزا إلى إثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها. فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال (كلهم من قريش) صحيح مسلم وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم : (إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة) قال : ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى إثني عشر خليفة) . فقلت لأبي : ما قال ؟ قال (كلهم من قريش) صحيح مسلم 1821 وقال صل الله عليه وآله وصحبه وسلم: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم إثنا عشر رجلا) ثم تكلم النبي صل الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم ؟ فقال (كلهم من قريش) وفي رواية : عن النبي صل الله عليه وسلم، بهذا الحديث ولم يذكر (لا يزال أمر الناس ماضيا) صحيح مسلم 1821 فالأوصاف الموجودة لهؤلاء الأئمة الإثني عشر كما يلي: - أمراء - قرشيون - رجال - خلفاء - الإسلام يكون عزيزاً في زمانهم ومنيعاً - يكون الأمر في زمانهم ماضياً . وهنا لا نجد أسماء مُحددة ولا مُعددة .
3 – كيف تستطيعون أن تثبتوا لنا أن الأحاديث الموجودة في كتبكم كلها صحيحة بينما علماء الدين من أهل السنة أثبتوا أنها موضوعة على الرسول الكريم وعلى أئمتكم ؟ عندما كثر النقل عن الإمام الصادق صارت الروايات الباطلة تصنع على لسانه وتنسب إليه ، فجعلوا منهج أهل البيت الأطهار لا يوافق لشرع الله ولا موافق للعقل الصريح ، ولا منسجم مع الذوق السليم والسلوك الإنساني القويم ، وفيه بدع تتناقض مع كتاب الله وسنة نبيه ، مما جعل الأتباع يعطلون عقولهم ويفكرون بعقول الآخرين لاسيما في الأمور العظيمة كأصول الدين والعقيدة .
4 – لقد قلتم أن أبو بكر وعمر وعثمان كلهم منافقين وغيرهم من الصحابة فأنا أسئلكم سؤال القرآن الكريم سورة الأحزاب الآية رقم 9 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) نجد بأن الله يأمر نبيه بأن يجاهد ( الكفار ) و ( المنافقين ) ويقاتلهم . كلنا نعرف بان الرسول صل الله عليه وسلم صاهر المنافقين هؤلاء ، فهاهو ذي النورين رضي الله عنه يتزوج برقيه وأم كلثوم و ها هو الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم يتزوج بإبنة الفاروق حفصة و وبإبنة الصديق عائشة رضي الله عنهم أجمعين ، فكيف يوافق رسول الله على تزويج بناته إلى عثمان فهو إما أن يكون واحد من الإثنين .إما أن الرسول صل الله عليه وسلم خالف الله سبحانه وتعالى ( و حاشاه ذلك ) لأنه لم يقاتل المنافقين والكفار ، عمر وأبو بكر وعثمان بحد زعمكم ، أو أن أبو بكر وعمر وعثمان لم يكونوا منافقين من الأساس . قد يقول البعض والله الرسول صاهرهم حقناً لدماء المسلمين نقول لمن يقول هذه الآية واضحة وهي أمر للنبي صل الله عليه وسلم ولم نعهد بأن النبي يخالف أوامر ربه حاشاه ذلك كيف لأبو بكر وعمر وعثمان ( وهم بشر ) أن يغيروا إرادة الله وكيف لعلي بن أبي طالب أن يبايعهم .
5 - ورد في نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب قال عندما أتوه الناس لبيعته قائلاً ( دعوني والتمسوا غيري ) و أيضا قال ( إني لكم وزيراً خير مني أمير ) ألم يعلم بأنه مختار من الله ؟
وعندما بايع الناس أبو بكر وعمر وعثمان لماذا لم يقف أحد من الصحابة محتجا على عصيان أمر الله ورسوله قائلا بل علي هو الإمام ؟
6 – إذا كانت كتبكم تعتبر القرآن الكريم محرف حذفت منه آية الولاية فلماذا لم يخرج صحابي واحد في ذلك الوقت يقول للمؤمنين إن القرآن حذفت منه ولاية علي لتكون حجة لكم على أهل السنة
7 - هل كلمة ولي تعني الإمامة ؟ وهل كلمه التطهير تعني العصمة ؟
وإذا كان الحسن معصوما في نظركم وأن معاوية كافرا فلماذا سلم الخلافة إلى الكافر معاوية ، هل أخطأ المعصوم ، أم أن معاوية لم يكن كافرا ؟ .
8- صَحِبَ رسول الله صل الله عليه وسلم ..أبا بكر الصديق معه ..في هجرته .!
وبالمقابل .. عرّض..علي بن أبي طالبٍ...للقتل في مبيته على فراشه ليلة الهجرة. مع أنه وصيّ النبيّ.. من بعده وأبٌ للائمة الاثني عشر وبدونه لا يكون في الوجود.. شيء إسمه شيعة إثني عشرية .السؤال لماذا لم يَصحَب الرسول صل الله عليه وسلم معه وصيّه عليّ بن أبي طالب ويترك أبا بكر الصديق على فراشه ليقتل. فهو ليس وصيّاً ولا إماما فلا خسارة من قتله. !؟
فما تقولون..؟
9 - علي رضي الله عنه خاطب به أهل الكوفة المبايعين بالخلافة .!
وكان ذلك في موضع يقال له : ( الرّحْبة ) وأشهد عليه إثنا عشر أو ثلاثة عشر صحابياً إستحثاثاً لأهل الكوفة وترغيباً لهم في نصرته وتهييجاً لهم لمحبته فيطيعوه لينصروه في قتاله مع أهل الشام فأهل الكوفة مشهورون بالخذلان وبالرغم من ذلك أن علي بن أبي طالب الفصيح البليغ الشجاع رضي الله عنه لم يحتج بحديث الغدير لا في خلافة أبي بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم ولو كان قد فهم منه الخلافة وكل هذه السنين الطوال .! بل يصعد منبر رسول الله صل الله عليه وسلم ويلقي بحديث الغدير بين أظهر الأصحاب أجمعين ويعلنها مجلجلة ( أنا الخليفة فبايعوني أو تكفرون والله لأ قاتلن دونها أو أقتل دونها ) لماذا غاب علي عن سقيفة بني ساعدة وغــــــاب عن الشورى وكانت فترة حاسمة في أمور الدين والخلافة وإثبات نصها وهل يغيب النصّ على الخلافة في تنازع الناس في الخلافة. ؟
وهل يتعارض أهم ركن من أركان الإسلام حسب اعتقادكم للخلاف والاختلاف أصلا ؟
هل يحتاج ( الركن ) إلى كشف وتأليف وتصنيف وشروحات وتطويلات وتحريفات وتأويلات ومجادلات لإثباته. هل اختلف المؤمنين في ركن الشهادة والصلاة والزكاة والحج والصيام ؟
بينما نجد ذلك الإختلاف الكبير في ركن الإمامة . لو بحثنا في ركن الإمامة سنجد أن كل الطوائف الإسلامية من الصوفية والمعتزلة والجهمية والأشاعرة وغيرهم يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة إلا ركن الإمامة , والسؤال الذي نطرحه على الشيعة هل أدلتكم على الإمامة محكمة أم متشابهة ؟ .
إن المحكم ما اتضحت دلالته ولا يتنازعه أكثر من معنى والمتشابه ما لم تتضح دلالته أكثر من معنى مثل : قوله تعالى: " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " آية محكمة لاحتمل غير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . قوله صل الله عليه وسلم: " بُني الإسلام على خمسٍ .." حديث محكم لاحتمل غير الأركان الخمسة المعلومة . حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هل هو متضح الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
رواية ( التصدق بالخاتم) التي تؤمنون بها.!
هل هي متضحة الدلالة على ركن الإمامة أم متنازع عليها في معنى أو أكثر .؟
وبعد كل هذه الدلائل هل لديكم دليل واحد يقنع العقل على ركنية الإمامة من التعارض والتنازع والإختلاف ؟ .
لا يشك مسلم عاقل في الإمام علي ببلاغته ولا بفصاحته ولا في دقّة فهمه ومن عميق فهمه وإدراكه أنه فهم حديث الغدير أحسن الفهم .. وفقهه أحسن الفقه فمعناه عند أمير المؤمنين ( المحبّة والنُصْرة )
10- والأشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم -أن يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الأمور الهامشية – إذا قيست بأمور ألخلافة والحكم بدليل تعرضه لأمور الطهارة وآداب قضاء الحاجة ثم يفوته الإعلان عن تلك الوصية على الملا والإنسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير .
فرسولنا الكريم لم يسكت عن أمر سهوا أو غفلة وحاشاه إنما لحكم وغاية ومسألة الوصايا تلك – لو صحت جدلا فإنها تحسب على سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر إليه الأمر النبوي بولاية الحكم والخلافة ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافة غيره من الصحابة .. يكون إذا قد خالف النبي وعصاه الأمر الذي ننزه عليا أن يفعله , إذا هذا العصيان قد يقوض مسألة عصمة علي والائمة من بعده , فالعصمة لا تكون مع العصيان والمخالفة لكلام النبي , لذا نرى أن الشيعة بافتراء مسألة الوصية هذه قد أساءوا إلي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوة أو العصمة أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد .
ولماذا يختص الله تعالي نبي الإسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟
ولماذا لم يحدث ذلك لأنبياء الله الآخرين وهم كُثر ؟
ولا يقولن قائل أن سليمان ورث النبوة عن أبيه أم أن إسماعيل ورث النبوة عن إبراهيم – صلوات الله عليهم جميعا – فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم أمرا يتوارثه الأبناء والأحفاد , ولو أراد الله تعالي إنتقال الحكم أو توريث الخلافه والولاية في عقب النبي الكريم لأبقى علي الذكور من أبنائه . أليس من الأولى أن يكون إخبار الله تعالي للنبي بوصاية سيدنا علي بن أبي طالب وبتوارث الإمامة في عقبه موثقة في القرآن أو منصوصا عليها في السنة وأن يكون ذلك علنا ومؤكدا .
يقول شيخ الإسلام إبن تيمية : وأما قوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فليس في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء، وتنازع الناس في صحته، فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه، ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه، كما حسنه الترمذي، وقد صنف أبو العباس بن عقده مصنفاً في جمع طرقه . (1)
قال الشافعي -رضي الله عنه - يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى : { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم .1)(2) }(1) .(2)
والله أعلم
--------------------------
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
☻☻☻ للتحقق من صحة الأحاديث ☻ ☻☻
http://www.dorar.net/enc/hadith
☻☻☻ {{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }}☻☻☻
☻☻☻☻لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى☻☻☻☻
hloooh@googlegroups.com
☻☻☻☻☻ألإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى☻☻☻☻☻
hloooh+unsubscribe@googlegroups.com
☻☻☻☻☻لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على☻☻☻☻☻
https://groups.google.com/forum/#!forum/hloooh
☻☻☻☻☻ مـــ قع ـــــوالمجموعة على اليوتيوب☻☻☻☻☻
http://www.youtube.com/user/hloooh2009
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
0 التعليقات:
إرسال تعليق