السؤال الأربعون : هل سمعت يوما عن حديث الكساء و تفاصيله ؟
الجواب مع الشرح : يقول الله تعالى ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) " ) سورة الأحزاب
يتمسك المذهب الشيعي بقول الله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . حيث أجمعت الروايات عندهم على أن المقصود بأهل البيت هم فقط " علي وفاطمة والحسن والحسين " والروايات عندهم تنص على ذلك . فعن أم سلمة زوج النبي (ص) قالت : قال رسول الله (ص) لفاطمة : " ائتيني بزوجك وابنيه " فجاءت بهم ، فألقى رسول الله (ص) كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : " اللهم إن هؤلاء أهل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : " إنك على خير " .
فالآية تدل على أن الله تعالى قد أذهب الرجس عن أهل بيت النبوة عليهم السلام ، والحديث يدل على أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ، وما دام الله أذهب عنهم الرجس ، فهم لا شك معصومون ، وإذا كانوا معصومين فهم أولى بالخلافة من غيرهم ، لكونهم معصومين وغيرهم غير معصوم .
أن هذه الآية لاتوحي من قريب ولا من بعيد من الإستدلال على النص في إمامة علي عليه السلام بعد النبي (ص) ، بحيث أن من خالفه يستحق البغض واللعن والسب والشتيمة والردة والتكفير ؟!. إن الآية الكريمة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها نزلت في أزواج النبي (ص) الطاهرات المطهرات ، وهي خاصة بهن عليهن الرضوان . ولننظر إلى هذه الآيات ولنتدبرها جيدا ، حيث تبدأ بقوله تعالى في سورة الأحزاب : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ) .
فلننظر ولنتدبر فإن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ليس آية مستقلة وإنما هو جزء من آية تتحدث عن أمهات المؤمنين وزوجات النبي (ص) الطاهرات المطهرات العفيفات لاسيما الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وحفصة بنت الفاروق رضي الله عنهما وبقية نساء النبي (ص) ، ثم الآيات بعدها تكمل الحديث عنهن ، وهذا أدل دليل على كون الآية نزلت أصلا في زوجات النبي الطاهرات العفيفات .
فهذا بالنسبة لآية التطهير ، أما حديث الكساء فقصاراه أن النبي (ص) أدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين ضمن أهل البيت وجعلهم من آل بيته الذين يريد الله أن يذهب عنهم الرجس وأن يطهرهم تطهيرا ، وليس معناه أن عليا وفاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت فقط ، ودليل ذلك أن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كما سبق أن بيناه نزل في وسط آيات تتحدث إلى زوجات النبي (ص) فقط ، والنبي (ص) إنما أدخل عليا وفاطمة والحسن والحسين ليعمهم الخير في هذا الجانب ، ولذلك فعندما أرادت أم سلمة رضي الله عنها أن تدخل ضمن أصحاب الكساء قال لها النبي (ص) : " أنت على خير " أو " إنك على خير " ، بمعنى خير سابق شرفكن به الله تعالى في سورة الأحزاب .أما قول البعض : إن نساء النبي (ص) رضي الله عنهن لا يدخلن في إطار أهل البيت ، فإنه قول مردود على صاحبه لمنطوق الآيات السابقة ، والقرآن حجة على كل أحد . وقد ورد كذلك في القرآن الكريم ما يدل على دخول الزوجة مع زوجها في معنى أهل بيته ، ألا ترى إلى قول الله تعالى : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) في حق إبراهيم ، ومعلوم أنه آنذاك لم يكن له سوى زوجته ولم يكن له ولد حتى يقال : إنها نزلت في أبنائه ، وقل الله تعالى في حق موسى عليه السلام : ( وسار بأهله ) ، ومعلوم أنه كان يسير بزوجته . فالزوجة هي خاصة أهل الرجل ، ويكفينا كما ذكرت من قبل أن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) أنها جاءت في وسط آية وليست آية مستقلة ، والآيات قبلها وهي نفسها وما بعدها كلهن يتحدثن عن أمهات المؤمنين نساء النبي (ص) .
ومن بين ما احتجت به الروافض لإخراج زوجات النبي (ص) من أهله رغم أن السياق فيهن : قالوا : الخطاب في قوله تعالى : ( عنكم ) ، ( ويطهركم ) للمذكر بدلا من : " عنكن " ، " ويطهركن " للمؤنث . إن التعمق في فهم آيات الله المحكمات ترد حججهم خائبة قال تعالى : ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من الناس لعلكم تصطلون ) . وأهل موسى هنا : زوجته وقال تعالى عن أخت موسى : ( فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون ) وهناك آيات أخرى تدل على أن خطاب التذكير قد يكون مع الإناث .وقد جاء في أحاديث صحيحة بأن أهل بيت النبي (ص) يدخل فيهم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر إضافة إلى آل علي ، فهؤلاء هم الذين حرموا الصدقة بعد موت النبي (ص) وإلى قيام الساعة ، وهم داخلون في أهل بيت النبي الأطهار المطهرين . فليس في الآية ولا في الحديث ما يدل على النص على علي بالخلافة، ولقال من قال : الإمامة موزعة على الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين ، وهذا لم يقل به ساذج فضلا عن عالم . وليس في الآية ولا في الحديث دليل على عصمة هؤلاء ، إذ قصارى معناه التطهير من الرجس ، ولكن لا يمنع من السهو والخطأ والزلل والإجتهاد المخالف للصواب ، فالعصمة شيء والتطهير من الرجس شيء آخر ، وينبغي أن لا نخلط بين الأمرين .
وقال الكشّي (135)، الحديث 31 عن محمد بن عيسى، عن زكريّا، عن إبن مسكان ، عن قاسم الصيرفي، قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: قوم يزعمون أني لهم إمام، واللّه ما أنا لهم بإمام،( مالهم، لعنهم اللّه، كلّما سترت ستراً هتكوه، هتك اللّه ستورهم ) .
والله أعلم
-----------------------------
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
☻☻☻ للتحقق من صحة الأحاديث ☻ ☻☻
http://www.dorar.net/enc/hadith
☻☻☻ {{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }}☻☻☻
☻☻☻☻لإرسال هذا إلى هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى☻☻☻☻
hloooh@googlegroups.com
☻☻☻☻☻ألإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة، ابعث برسالة إلكترونية إلى☻☻☻☻☻
hloooh+unsubscribe@googlegroups.com
☻☻☻☻☻لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على☻☻☻☻☻
https://groups.google.com/forum/#!forum/hloooh
☻☻☻☻☻ مـــ قع ـــــوالمجموعة على اليوتيوب☻☻☻☻☻
http://www.youtube.com/user/hloooh2009
☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻☻
0 التعليقات:
إرسال تعليق